عُرفت مدينة بعلبك باسم مدينة الشمس، أو "هيليوبوليس" في خلال عهد الإمبراطورية الرومانية، وهي واحدة من أهم مدن لبنان. تقع في قلب البقاع النابض، وتبعد 85 كيلومتر عن العاصمة اللبنانية بيروت. إنها عاصمة محافظة بعلبك - الهرمل ، ويبلغ عدد سكانها 200 ألف مقيم (منهم60 ألف لاجئ سوري و 10 آلاف لاجئ فلسطيني).
تتميز بعلبك بغناها التاريخي والتراثي، وتضمّ في رحابها واحدة من أروع الآثار التي تعود إلى العصر اليوناني- الروماني، والملفت أن هذه الآثار محفوظة بشكل مذهل. يحتوي الموقع الأثري المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، على معابد باكوس وجوبيتر وفينوس، بالإضافة إلى آثار لا تقدر بثمن. وفي صميم قلب قلعتها التاريخية، يقام سنويًا مهرجان بعلبك الدولي الذي تم إطلاقه في العام 1965، وهو الأول من نوعه في لبنان، حيث اعتلى خشبته ولا يزال أعظم الفنانين العالميين.
تضم المدينة أيضًا مسجدًا وخانًا وسوقًا ومنتزهًا تاريخيًا وسرايا أصبحت مركزًا للبلدية، وفندقًا تاريخيًا، وفندق بالميرا، بالإضافة إلى آثار يعود تاريخها إلى الفتوحات العربية. إذًا تتمتع المدينة بوجهين: من جانب الوجه القديم للمدينة، ومن الجانب الأخر، وجهه حديث في تطور دائم.
كمحور للعمل الهادف إلى تطوير المدينة في قطاعاتها جميعها، تولي بعلبك أهمية خاصة إلى التعليم، من خلال تحسين أوضاع المدارس الرسمية وكذلك الجامعة اللبنانية، المؤسسات العامة الوحيدة المكرسة للتعليم العالي في لبنان.
متسلحة بالثقافة والرياضة كأدوات للتنمية البشرية، وبخاصة الشباب، بدأت بعلبك بالعمل على مشروع لوضع سياسة رياضية، بالتعاون مع المدينة الفرنسية "إكس آن بروفنس"، وسوف تستمر المدينة بالعمل على المرحلة الثانية ما بين العامين 2019 و2020.
مرتكزة على صفاتها وخصوصياتها، تعتزم بعلبك جذب انتباه أكبر عدد من الزوار من خلال تنظيم الفعاليات الثقافية وتنمية السياحة المحلية.
بالإضافة إلى ذلك، حصلت المدينة على جائزة طهران الذهبية المرموقة (2016) عن مشروع إعادة إعمار بعلبك.
في ما يتعلّق بالسياسة الدولية التي تعتمدها في مجال الانفتاح، وبفضل الجهود التي يبذلها رئيس البلدية االسيّد فؤاد بلوك وفريق عمله، تربط علاقات وثيقة بعلبك بعدد من مدن العالم، من خلال اتفاقيات وشراكات عديدة، وتنضوي المدينة أيضًا تحت لواء عدد من المنظمات الدولية. فإنها بالتالي عضو في شبكة المدن الأورومتوسطية، وشبكة المدن التاريخية والأثرية التي تترأسها، والشبكة العالمية لمدن التعلم التابعة لليونسكو، ومنظمة المدن العربية، والرابطة الدولية لرؤساء البلديات الفرنكوفونية.
تسعى بعلبك، التي تتطلع دائماً إلى تطوير عملها البلدي بما يخدم رفاهية مواطنيها، إلى إجراء محادثات مع مدينة "لييج" من أجل إقامة مشروع تعاون. من بين المشاريع الأخرى على طاولة العمل، مشروع بالاشتراك مع البنك الدولي من أجل ترميم أسواق المدينة، وآخر بالمشاركة مع شبكة المدن الأورومتوسطية ووزارة التجارة لمكافحة التلوث المائي لنهر الليطاني.
فؤاد بلوك