البلديات اللبنانية خير مثال على الاستجابة الصحيحة لمواجهة الكورونا والأزمات

Print
15 آذار 2020

مع انتهاء العام 2019 ومن مقاطعة وهان الصينية، انطلق فيروس جديد من عائلة فيروسات كورونا وأطلق عليه اسم كوفيد-19. في غضون ما لا يزيد عن بضعة أشهر، تفشى هذا الفيروس حول العالم فأصاب مئات الآلاف وأربك حكومات وهدد اقتصادات. ارتبك العالم في التعاطي مع هذا الفيروس السريع الانتشار والذي اجتاز حدود الدول فأصبح مصنف وباءً عالميًا.

وتمامًا كأي دولة حول العالم، وصل هذا الفيروس إلى لبنان من مصادر مختلفة وبدأت تظهر الإصابات في بعض المناطق اللبنانية مما أدى في بعض الأحيان إلى حالات هلع مبررة ما بين السكان. وهنا ظهر حسّ المسؤولية جليًا لدى البلديات اللبنانية كافة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن البقاع مرورًا بالجبل فبيروت. لم تتوانَ البلديات عن أخذ المبادرة والتنبه إلى أهمية نشر الوعي والثقافة في ما بين مواطنيها وحتى وضع حدّ للتجمعات واتخاذ التدابير الصارمة التي تضمن سلامة أهلها وأبنائها مهما كانت قاسية. وفي هذا الإطار، عقدت البلديات كلها ندوات تثقيفية وحوارية، استضافت فيها أصحاب الاختصاص من أطباء وعاملين في القطاع الصحي، بهدف نشر الوعي حول هذا الفيروس المستجد وتقديم النصائح الصحيحة لتجنب الإصابة والعدوى. هذا من جهة، ومن جهة أخرى سخّرت مواردها البشرية والمادية لضمان عدم انتشار الفيروس وذلك من خلال فضّ التجمعات الخطرة والتعقيم والتنظيف وتوزيع مطبوعات حول الوقاية وتقديم منشورات تثقيفية ومواد ومحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي.

هذه الاستجابة هي الدليل القاطع بأن البلديات اضطلعت بالدور المحوري والمباشر في مكافحة وباء كورونا كوفيد-19 والتصدي إليه. وهنا لا بد من رفع القبعة وتقديم الشكر والعرفان للمجالس البلدية ورؤسائها والطواقم العاملة في البلديات على سرعة استجابتها وإدراكها لأهمية اتخاذ الإجراءات والتدابير الاحترازية والسهر على سلامة المواطنين وصحتهم وفي ظل ظروف اقتصادية حرجة تؤثر سلبًا على قدرة البلدية على صرف الأموال لهذه الغاية، وأحيانًا قد تكون الجهود المبذولة ناتجة عن عمل تطوعي بدون أي مقابل.

لا تعتبر هذه الاستجابة من جهة البلديات الأولى من نوعها لا بل شهدنا استجابة شبيهة في خلال أزمة النفايات التي ظهرت في البلاد في السنوات الماضية فهرعت البلديات إلى إيجاد حلول محلية لتعاطي مع هذا الموضوع. بالتالي فإن هذه التجارب تؤكد مرة أخرى على أهمية تفعيل اللامركزية وتقوية الدور البلدي مما فيه منفعة للمواطنين بفعل أن البلدية أدرى بحاجات سكانها وقادرة على التعبئة والتصرّف بسرعة أكبر عند حدوث حدث طارئ.

 

أخيرًا، إن حال الأزمات والمخاطر الداهمة هي التي تظهر معدن الناس الحقيقي والمجهود الذي هم جاهزون لبذله لضمان سلامة وصحة الآخرين. إن هذه التجربة الأخيرة أثبتت بالدليل الدامغ الذي لا شكّ فيه أن بلدياتنا قادرة على تأدية دور صمام الأمان في الظروف الصعبة والأزمات. فشكرًا على كل جهد بذلتموه وعسى أن تبقوا مرجعًا موثوقًا في الظروف كافة.

للإستفادة من خدماتنا،

اتصل